بلطجي .. في الطريق العام !قتل لواء شرطة سابق طلب منه احترام قواعد المرو
حينما تنشق الارض عن بلطجي في الطريق العام فمن الممكن ان يحدث اي شيء.. لأي انسان.. في أي لحظة!
.. لكن لواء الشرطة السابق بهاء علي حسن لم يكن يتصور اويتخيل ان قسوة البلطجية يمكن ان تصل الي الحد الذي تنتهي به حياته في لحظات وامام اعين الناس وعلي مرأي ومسمع من اصدقائه الذين كانوا معه وقت الحادث!
الغريب ان المتهم هارب منذ وقع الحادث مساء الخميس الماضي.. الشرطة القت القبض علي صاحب السيارة النقل رقم 74555 نقل الاسكندرية.. لكنه لم يرشد عن سائق السيارة البلطجي حتي الآن!
القصة غريبة.. والواقعة تحتاج الي وقفة حاسمة وسريعة ورادعة لكل من تسول له نفسه انه 'شمشون' يستطيع ان يؤدب الآخرين بقلة أدبه وقلبه الميت!
القتيل يبلغ من العمر 59 عاما وينتمي الي اسرة كبيرة وعريقة وهو والد طارق بهاء طالب الدكتوراه في لندن وزوج السيدة امينة حسين فريد سفيرة مصر في اورجواي وشقيق اللواء جمال علي مدير أمن مطار القاهرة السابق.. واعتاد ألايري خطأ ويتركه يمر مرور الكرام فقد عاش حياته يحترم القانون باعتباره رمزا لحضارة المجتمع.. لهذا لم يكد اللواء بهاء يشاهد سائق النقل يسير في الاتجاه المعاكس للطريق المؤدي الي الساحل الشمالي حتي امتعض وجهه..ولم 'تعجب' السائق امتعاضة وجه اللواء السابق فانطلق بسيارته النقل لتضييق الطريق علي سيارة اللواء الذي تحكم في اعصابه واحتمل الموقف وقرر ان يبتعد عن الشر ولايغني له!
اتجهت سيارة اللواء يمينا.. ويسارا.. لكن سائق النقل ظل يغلق الطريق عليها من كل الاتجاهات مما دفع باللواء السابق الي ايقاف سيارته علي جانب الطريق فإذا بالسائق يسارع بالنزول والاتجاه نحو اللواء السابق بوابل من الشتائم والسباب .. ونظر اللواء مندهشا الي السائق وقال له في أدب جم!
هل معقول ان تسير عكس الاتجاه ثم تغلق علينا الطريق ثم تنزل وتشتم؟!
يعني عاوز ايه بسلامتك!
تحترم القانون يا اخي..
بس كده.. خليك مكانك لحظة واحدة
قفز السائق الي كابينة القيادة وسط ذهول اللواء السابق بهاء.. لم يخطر بباله ان السائق سوف يرتكب المصيبة في لحظات.. وبالفعل فوجيء بالسيارة النقل تعود بسرعة الي الخلف وتدهس عجلاتها اللواء بهاء وتسوي جسده بالارض ليموت في لحظة خاطفة وتتناثر بقايا الجسد واللحم الملتصق بالارض بينما يفر السائق هاربا بالسيارة النقل وكأنه يركب دراجة!
تسود الدنيا في عيني الجميع بعد ان تحول الرجل المهذب الي اشلاء وسكت الصوت الذي كان يتحدث بالقانون الي الأبد.. وهرب البلطجي الي حين!
لم تكتمل الرحلة التي كان اللواء بهاء احد اعضائها مع صديقه المهندس هاني عبدالسلام وزوجته ناديه اسماعيل وصديقتها مها شكري.. لم تكتمل الرحلة التي دعت اليها ا سرة المهندس صديقها اللواء بهاء لقضاء بعض الوقت للترفيه عن النفس في الساحل الشمالي وليس الموت قتلا والانتقال الي عالم المقابر!
انتهت الرحلة قبل موعدها .. لكن فتحت العدالة ملفا باسم القتيل والقاتل في المحضر رقم 2489 جنايات برج العرب.. شيعت جنازة القتيل في موكب مهيب وهرب القاتل الذي وجهت له النيابة تهمة القتل عمدا.. وربما تطول رحلة العدالة أو تقصر في البحث عن المتهم وضبطه وتقديمه للمحاكمة .. لكن العدالة في النهاية سوف تقول كلمتها.. وان بقيت الحقيقة المؤلمة تؤكد ان الطريق الذي تهرب منه سيارة نقل بهذا الحجم بعد ان تقتل شخصا هو طريق غير آمن.. ويحتاج الي تواجد امني ودوريات ونظام طويل عريض إن لم يمنع الجريمة قبل وقوعها فعلي الأقل يضبط الجناة بعد وقوع الجريمة .. واذا كان الجاني قتل لواء شرطة سابقا يشغل حاليا منصبا مرموقا باحد البنوك الكبري فماذا كان سيفعل مع مواطن بسيط
السبت فبراير 23, 2008 4:47 pm
