أحلام الشباب والشابات والرجال والنساء
------------------------------------------------
يقال أن الجمال أذواق، إلا أن الشعور بالجمال هو إدراك وثقافة، فحكمنا على شخص ما بأنه جميل أم لا، مرتبط بالثقافة التي
نعيشها وبمفهوم الجمال الذي تبدل وتغير عبر العصور إلى أن استقر على اعتبار النحافة أساسا وحيدا للجمال، كانت المرأة
السمينة هي معيار الحسن والدلال، وذلك جلي في اللوحات والرسوم القديمة وفي التماثيل اليونانية الموجودة في المتاحف
التي تدل على أن الجسد المثالي في تلك الحقبة هو المستدير والممتلئ، والآن أصبحت الموضة نفخا ولصقا والكل يخرج في
النهاية بفورمة متشابهة.. فهناك دلع نانسي عجرم وقوام أليسا وصدر هيفاء وهبي وجفون أنغام.. بعدما صارت هذه معايير
الجمال، أما وسامة الرجل فتكمن في قوة بنيته وفي عضلاته المفتولة، وإذا ما ترجمنا الكلمة الحرفية لــ"موديل" أو العارضة
التي تعني "النموذج"، أي أن جسد ملكات الجمال والعارضات أصبح نموذجا أو مرادفا للجمال، حيث يكون هذا الجسد
الرشيق والجميل السبيل الأنسب للنجاح في العلاقات الاجتماعية، في العمل وفي الفن، فما هي المقاييس، ولماذا تختلف بين
الرجال والنساء؟
أول شئ تغيره الفنانة في شكلها هو الأنف، والأمثلة كثيرة: أليسا، هيفاء وهبي، مايا نصري، سارة الهاني، أمل حجازي.....
وأول من قامت بتجميل انفها كانت السيدة فيروز، وكانت عمليات التجميل تجرى سراً في بداية الأمر، أما الآن فقد أصبحت
علنية، والنموذج الفنانة ميسم نحاس التي تجهر بإجرائها عدة عمليات لتحسين شكلها وثقتها بنفسها أكثر فأكثر، بعد الأنف تنتقل
الفنانات إلى عمليات الحقن "بالبوتكس" و"الكولاجين" و "السيليكون" في منطقة الشفاه والخدود والى تكبير الصدر وشفط
الدهون، وقد دفع الهجوم علي مراكز عمليات التجميل، أطباء عديدين ليس من تخصصهم التجميل في ممارسة هذه المهنة..
وإنشاء العديد من المراكز غير المصرح بها رغم إعلاناتها المستمرة عن خدماتها العجيبة وتدور حروب كثيرة بين هذه
المراكز الطبية والمستشفيات إذ يسعي كل طرف لدغدغة أحلام الفتيات والحديث عن تحويلهن لملكات جمال.
بل أن بعض مراكز التجميل والمستشفيات وصفت فاتورة العمليات بطريقة طريفة في إعلاناتها فقالت بـ7 آلاف جنيه تستطيعين
أن تمتلكي رشاقة نانسي عجرم عن طريق عملية شفط الدهون.. وخصر أليسا بـ 5آلاف جنيه وشفتاها بـ3 آلاف جنيه أما
صدر هيفاء وهبي فيساوي 5 آلاف جنيه وعينا أنغام فتساويان 7 آلاف جنيه وأنف نوال الزغبي بـ 5 آلاف جنيه.
لكن هل أن عمليات التجميل تخلق الحسد والغيرة عند النساء عموماً وعند ذوات الدخل المحدود خصوصاً وتؤدي إلى
إحباطهن؟ وهل بسبب ذلك لا تفارق الخرزة الزرقاء هيفاء وهبي؟
هل الجمهور لايتقبل الفنانة السمينة فيما يتقبل الفنان السمين؟ وإذا كانت السيدة أم كلثوم غير نحيفة، فلماذا تقبلها الجمهور
وأحبها وعشقها؟ ذلك لان الثقافة كانت تفرض المرأة السمينة كرمز للخصوبة والأمومة والجمال.
الفنان نبيل شعيل والفنان حسين الجسمي لهما معجبون من كل أنحاء العالم العربي، وعلى رغم جسديهما السمينين، فهما
ناجحان جدا، مما يعني أن الجمهور لا يتأثر بمفهوم النحافة بالنسبة إلى الرجال، بل لا يزال يعتبر أن آدم الداخلي ومروءته
ورجولته هي المعيار الصحيح، وهذا يرجعنا إلى نقطة المجتمع الذكوري الذي يسيطر على مجتمعاتنا الشرقية.
أن المساواة في الجمال غير موجودة بين جنسي الفنانين، وكما يقول المثل حين يتغزل بكرش الرجل أي بطنه الكبير الممتلئ:
"الكرش وجاهة" أو "الرجل بلا كرش كالبيت بلا فرش".
_______________________________
تساؤلات :
_ هل تحلمين أن تصبحى بعد عدة عمليات تجميل مثل نانسي وهيفا وآليسا .....عند الجواب بنعم أو لا أتمنى أن نسمع
التعليل .
_ وأنت أيها الشاب أو الرجل هل تحلم بأن تصبح زوجتك مثل هؤلاء الجميلات العصريات ...وأياً كان الرد نتمنى منك
سماع التبرير .
وشكـــــــــــراً...... ووو